الجمعة، 9 مايو 2008

عن الملل بصفته قيمة برجوازية، وخصوصا يوم الجمعة

إن المناضل البروليتاري، عزيزتي يعاد، يعتز بكونه شمعة.. وهو مثل الشيعي، يا روحي، الذي يحب أن يكون شجرة، ليس شجرة برقوق يتم قطف ثمارها بذوق وحنيّة مثلا، ولكن كشجرة جوز الهند التي يرميها جنبلاط وسعد الحريري بالحجر، فترميهم بالثمر (جوز الهند على وجه الخصوص) والتصريحات الوحدوية واللاطائفية.
تأسيسا على هذا الفهم الخاص في تحليل السيرورة الطبقية للتاريخ ولحركة صعود المجتمعات، فإنني وأمك نتناقش مليّا فيما يمكن فعله هذا اليوم.. الجمعة.. نحن نشعر بالملل،ونشعر بالذنب لأننا نشعر بالملل، فالملل شعور برجوازي، والشمعة لا تشعر بالملل، ونحن ثوريون، ونحن شمعة، والشمعة كما أسلفنا لا تشعر بالملل البرجوازي لأنها مشغولة بالشعور بآلام البروليتاريين على سطح كوكبنا المدحدل..

وكما أن الشمعة لا تشعر بالملل، فإن العصفور لا يشعر بالرثاء تجاه نفسه كما أوضح الشاعر الراحل دي إتش إل (يعني لورنس)

I never saw a wild thing

sorry for itself.

A small bird will drop frozen dead from a bough

without ever having felt sorry for itself.


أمك تريد التحدث معك، تفضليها

(ملاحظة: أنا بحب إمك)

يا يعاد.. إن أباك يتحدث عن الملل حيث قرر أن ما نشعر به كلانا في هذا اليوم الذي لا أستطيع وضعه في قالب (بين شمس وغائم وماطر) عفوا.. غائم جزئيا.. بينما أتحدث أنا معه عن شعوره بالملل مني وشتان بين الأمرين..
وإذ أحاول جاهدة فهم أحاسيسه المختلطة والمكبوتة عني يحاول هو الهروب إلى أو من خلال تعميم المعضلة
وسؤالي هو التالي: هل نحن "أقصد أنا وهو" في مرحلة "الصراع"، علما أنني لا أريد التخلي عن مرحلة "شهر العسل" .. ما يزعج في الموضوع أن أباك ذبّاح الأدياك يستنبط ويستنتج ويستولي على أفكار لا أعرف من أين يأتي بها ويقحمها في هذا الشيء الحاصل بيننا. وحينها يتحول إلى "مادة" من الصعب التعامل معها خشية أشياء كثيرة سأحدثك عنها فيما بعد

طبعا تشارف الورقة على الانتهاء لكنني متأكد أن الحالة رغم كونها حقيقية،فهي غير معزولة عن المحيط.. طاقة المكان لها علاقة. الناس متعبة.. الأرض متعبة.. الوجوه،، بعد "حفلة الاستقلال" ورفض "الاستقلال"، بعد مظاهرة صفورية.. وأيضا الوضع السياسي السائد.. الأخبار من لبنان.. انعدام الأخبار من غزة.. والملل.. المل بصفته مساحة للحديث مع النفس.. لمحاسبة. على مدار خمسة أيام من اللافعل والحقد، الاحباط الناتج ربما من دوراني المتتابع على مدار أيام خمسة منذ عطلتي في شوارع حيفا.. انتهت الورقة يا بابا.. ماذا أفعل؟؟

ليست هناك تعليقات: