الأحد، 4 مايو 2008

معركة التيئوريا : فجر مجيد لبناء عالم جديد

مساء الخير، عزيزتي يعاد.. زمان عنك يابا
وين يا داشرة؟؟

فإنني، وأمك، جالسان في مقهى الجاردن. وسط هافانا العاصمة، عائدان من سانتا كلارا (أو ما يطلق عليه بلغة السكان المحليين هنا "بات غاليم") والدنيا مدري شوب ومدري برد

مهجة قلبي، لقد ألّفنا، أمك وأنا، أغنية من العيار المتوسط ولحنّاها تمهيدا لعزفها على غيتارة ماما نشاز (الشهير بنشنش) ومطلعها

شوف.. شوف
إسمع مني وشوف.. بطبخلك ملفوف
ما بدي تحاكيني، ناولني الليمونة، واعمللي معروف
أعطيني القنينة، بس شيل الفلينة، بحشيلك خروف
يا حبي الملهوف، آه يا نور عيني
بكتبلك حروف، برغم الظروف

آه.. آههه، آه ه ه ه ه آآآآآآهــــاه
حيث تعبر الهاء الخامسة من السطر الأخير عن خمسون سنة من
معركة العاشور البطولية.

أي بنيتي
إن أمك الآن تتحدث باستخدام جهاز
الطزطاز الخليوي الخاص بها، وهي تطنشني، وبيني وبينك معها حق، فقد حازت منذ أيام على درع تقديري من دائرة السير بمدينة حيفا تعبيرا عن فرحة المدينة العارمة، ممثلة بعمدتها، وجبهتها الديمقراطية، وتجمعها الوطني الديمقراطي (هنا لا بد من استذكار تضحيات المناضل أسامة فقــــّاعة أحد أبرز قيادات العمل النسوي في المدينة).. باختصار يا بنتي فإن أمك قد حازت على بطولة التيؤوريا لفئة وزن الريشة، واستحقت على هذا الملحمي وهذا الانجاز المفصلي بوسة مقدمة مني شخصيا في درجات المنزل مقابل بيت الزوج الشاب من كفر كنا في الطابق الأول.. بالطبع لن ندخل في تفاصيل هذه العملية الأمنيّة المعقدة، ونترك كشف التفاصيل للتاريخ. فالثوري الحقيقي يعمل بصمت، ويهتف بصمت، لأن صوته مبحوح من أيام مظاهرات لجنة أور التاريخية.

إمك بدها توشوشك شغلة

بُق بُق عيني...
قبل قليل كنت في معهد الموسيقى حديث العهد، أتدرب على العزف على الجيتارة.. وبالأمس كنت في الدرس النظري.. تعلم الموسيقى نظريا كتعلم الجبر!!
أتمنى أن أبدع سريعا حتى يتسنى لي عزف أغنية "هابي بيرثدي تو يو" يوم عيد ميلادك.. حتى ذاك الوقت سأدرب أباك على الرقص الشرقي لنتمكن من أداء دورنا على أتم وجه. حيث أعزف وأغني وهو يرقص..

يا ضنايا.. أي يعاداه
إنني على أتم الأهبة العسكرية لاكتراء منديل حريري لربطه حول خصري المياس يا عمري، لكنني محتاس : فهل أشتريه منديلا أحمرا يتلعلط بلون البطيخة التي لا يضيرها قطعها بعد تقشيرها احتفاء بالأول المجيد من أيار المجيد؟؟؟
أم أشتريه بردقانيا بلون عصير البرتقال الطبيعي "
تبوزينا"

هل أشتريه باللون الأخضر البربوري؟؟ بالأصفر البيضاتي؟؟ بالبني الإسهالي؟؟ التحدي قائم والمسؤولية تاريخية وسوف لن يغفر لنا التاريخ أي تقصير أو تطويل في هذه المسألة، حيث ينبغي توخي الدقة في المعايير المطروحة انطلاقا من مقولة المرحوم نابليون بونابرت التاريخية: المنديل المناسب باللون المناسب على الوسط المناسب في عيد الميلاد المناسب للبنت المناسبة (يعني إنتي) في الوقت المناسب

لكن لا عليك يا بابايا فلسوف يحسم التاريخ هذه الخيارات كلها، فمدرسة التاريخ تعلمنا أن البقاء "للأصلع" كما يقول طيب الذكر آرنولد توينبي نقلا عن الخالد فينا داروين...

أنا أمك مرة أخرى
على فكرة ، أمس اشترينا مناشف للبيت الجديد الذي سيتم صنعك فيه، وستترعرعين فيه أيضا، وقبل كم يوم اشترينا أدوات المطبخ ومن بينها مطرقة للستيك، ستستعمل لأغراض أخرى فيما لو أذنب أبوك. اشترينا مناشف ملونة جميلة سنلفك فيها بعد الحمّام.

الشمس حارقة والأرجيلة تدوّخ وعصير الليمونعنع منعش لكنه بطعم ملح الليمون.


هفففف .. ف .. ف.. ففف.. (وكمان إف لعيون الشباب)
إن أمك لا يعجبها العجب ولا الصيام في أي من شهور السنة الغريغورية .. فماذا أفعل يا بعد تشبدي؟؟ هااه؟؟ أأطع هدومي؟؟
لقد أوصيت النادل العظيم سليم (الشهير بسليم) على ليموناضة مع فتات النعنع وأرجيلة، أما هذه الأم القصيرة خاصتك فقد قالت "بديش" وفيما بعد دخنت أرجيلتي وشربت ليموناضضي.. عفوا، ليمونادضي.. العمى.. ليموناتدي.. هاة؟ ليمونانتي.. ليس مهما
فقد شربت قدح المشروب الخاص بي وها هي الآن تقول أنه مليء بملح الليمون.. خذي إمك مستعجلة وبدها تفلّخ الغيتار على راسي..

أبوك هذا الذي طقعته "إيفحونا" بالأمس، أقصد تشخيصا نفساويا رجل مزاجي، متهور، متعصب، متفلق، متقوقع، متبرمج، ودائما يقرحني نعوتا هي في الحقيقة بعض من الاسقاطات..
لا تكسري قلبي عزيزتي مثلما يفعل أباك هذا الجميل بعينيه اللتان تلمعان تحت أشعة الشمس.. تذبحان عيناه، وأنا متأكدة أن عينيك ستكونان من أجمل ما خلق الله، لأنك رزقت بوالدين يملكان عيونا ذهبية من العيار الثقيل، هذا بشهادة كليهما الواحد للآخر.
في الواقع، هذا ما يفعله كلانا إذا ما جلسنا في أحد المقاهي ننظر الواحد للآخر. أنا أرى أمورا كثيرة يصعب وصفها وتشخيصها في عيونه..

لقد أدركنا الوقت يابابا، ديري بالك على حالك ولا بد من نصيحة أبوية أخيرة أسديها إليك فانتبهي :

إياك والوقوع في الخطيئة.. دائما استعملي الكوندوم

والدك المحب: افتراضي


ليست هناك تعليقات: