الثلاثاء، 29 يناير 2008

أي بنيتي .. رسالة في قنينة, لم تلق إلى البحر بعد



عزيزتي يعاد.. يسعد مساكي
أنا أبوك، أود طمأنتك إلى أنني والمحروسة والدتك قد قمنا بأولى خطوات شرعنة وجودك في هذا العالم شديد الاعتلال، المتطلب، بشكل استحواذي، لشهادات الميلاد والوفاة، والإقرارات الضريبية وأوراق إخلاء الذمة..
عفوا، كنت أقول : تقدمت لطلب يد والدتك، لكن بيت جدك كانوا كرماء جدا فأعطوني جميع الأعضاء: الأنف الجميل الذي أرغب جدا لو تولدين بواحد مثله، العينان اللتان تشبهان لوزتين مصنوعتين من كهرمان. الشعر الذي يسيل مباشرة من رأسها نحو قلبي فيصبّ فيه.

نعم يا يعاد، طلبت يدها، وكانت يدي سوداء تماما.. نسيت إخبارك أن ذراعي الآن صارت زرقاء بيتنجانية، وهنالك وجع شديد مكان الإبرة التي سحبوا منها دما في اليوم السابق ليوم الخطبة

يا حبيبتي ويا بنت حبيبتي: سيكون علينا منذ الآن، أمك وأنا. أن نوفّر أثمان أنصاف فناجين القهوة في المطاعم، وأن نسير في الشتاء حتى لا نطلب تاكسي، وأن نكتفي من بعض قطع الملابس الجديدة أحيانا بحسرة التفرج عليها.
سنقيم محاكمات ميدانية في معارض الكتب، أمام طاولة المحاسب، ويذهب ضحية هذه المحاكمات معظم الكتب الأثيرة التي حلمنا بها

سنتأكد جيدا من إطفاء الضوء قبل الخروج من المنزل، من أكل ما في الصحون كاملا إن تجرأنا ودخلنا مطعما.
وسيتحتّم علي منذ اللحظة، خلع أضراسي بدلا من معالجتها

رح أصير أنتاك يا يعاد !!!

كل ذلك يا حبيبتي الصغيرة، حتى أتمكن من شراء موبايل كاميرا لك عندما تكبرين..

أتركك الآن مع السيدة والدتك، فهي تريد أن تخبرك بشيء
ملاحظة: الدنيا تلج ورعد وليل وريح ودنيي برى مجنونة، ونحن نأكل المناقيش بزعتر وجبنة بيضاء ، ونتسلى بالزيتون الأخضر-رمادي ، ونشرب شاي التفاح

حبيبتي يا ضنايا
أبوك هذا أصبح يخرف !! أي موبايل وأية كاميرا هذه التي يريد أن يفسد بها أخلاقك !!!!!!
أما أنا يا عزيزتي الحلوة التي تشبهني ، فسوف لن ادعم أية مشاريع مستقبلية عند أباك في جعلك نسخة من فتايت هذاالعصر العرصات ، أنا لا أحب الأجهزة الألكترونية التي تعمل على تشتيت أدمغة شبابنا العربي المأسوف على شبابه ، وإنها لمؤامرة صهيونية يريد بها العدو ألهاء ابنائنا وفلذات اكبادنا عن الهدف الأوحد الأسمى على مر العصور وهو النهوض .... صحيح !! إلى أين النهوض !!؟
لقد دشمني ابوك بالمناقيش بزعتر ... لكن لا تخافي على أمك فهي ماهرة بصنع الدجاج المحشو بالأرز والمكسرات وحتى أنني أمس ومن كثر الأكل استفرغت كل شيء اكلته !!! ربما بفعل النبيذ كما يدعي ابوك
لكنني واقسم بالله العلي العظيم لست مدمنة على هذا السم الزعاف ... لكنني وماذا اقعل يا نني عين أمك أحب هذا المشروب الاحمر ،،، وبعنف
ربما هي الشوكلاطه التي أحضرها لي اباك المفعوص ،، وهي وربنا شاهد بلجيكية ومن النوع الفاخر جدا
ملاحظه : ابوك يصرف كل الي بحيلتنا على الشوكلاطه والورد وبصراحة سوف لن اعرف كيف اعرف أن اربيك ومحلتناش اللضى


حبيبتي، أولا إسمحي لي أن أقول لك أنني لا أستطيع مقاومة الإحساس بأنني أحضر شيئا لأمك الجميلة، حتى لو كان هذا الشيء ضمة مريمية أقطفها من جبل الكرمل. ثم، كيف لي أن أوفّر شيئا عن أمك وأنتما (لا تغضبي مني) عندي مثل أخواتي الصغيرات.. عفوا، أقصد وأنني أحبكما بذات القدر (مع إني أحيانا أكذب على أمك وأقول بأنني أحبك أكثر منها)
إن الدنيا في الخارج تمطر، وفي القدس، في بيت جدك وجدتك فإن الثلج على وشك الهطول ، والأخ نائف قادم من عسفيا الأبية كي يخطفني من دفء هذه الغرفة نحو برد جبل الكرمل، إلى حيث يصنع الرجال (وينبت الفطر والمريمية والزنبق البري وشجر البلوط).
واسمحي لي أن أقول لك يا عزيزتي العزيزة، أنني أحبك، وأحبك ، وأحب أبوكي يا بنت العرص
والدك الذي على وشك التأهل

واحد افتراضي، الشهير بلا واحد افتراضي ولا طيزي، والذي سيورثك العار قبل أن تولدي

خذي إمك، بدها تتخرف معك

أي قلبي
أبوك هذاا لجميل الذي يتلهم المناقيش بالزعتر والذي لا اعرف كيف احببته هكذا بغمضة عين ، هل لعب بعقلي أم ماذا !!؟
أنا أي والله أحبه وأكره نائف الآتي من عسفيا
وأشعر بالضيق كلما اقتربت ساعة الفراق .. أي والنبي يختي
سأتركك الآن لأنه علي استغلال الفرصه باحتضانه ،، فغدا لن أراه

الثلاثاء، 1 يناير 2008

لأني أحبك خاصرتي نازفة







يطير الحمام
يحط الحمام
........
أعدّي لي الأرض كي أستريح
فإني أحبك حتى التعب
صباحك فاكهة للأغاني
وهذا المساء ذهب
.......................
ونحن لنا حين يدخل ظل الى ظله في الرخام
وأشبه نفسي حين أعلق نفسي
على عنق لا تعانق غير الغمام
وأنت الهواء الذي أمامي كدمع العنب
وأنت بداية عائلة الموج حين تشبثت بالبر
حين اغترب
وإني أحبك ، أنت بداية روحي ، وأنت الختام