الأحد، 11 مايو 2008

في ذم الكلاب الطائرة

دمي مستباح تماما لغارات أبناء الكلاب, أحس بهم على جلدي, تحت جلدي, دمي يشتعل. لا النوم مستطاع ولا الصحو في المتناول.
يا بابا يا يعاد, ستقرأين هذه الكلمات وأنت لا بد تشعرين بالحزن, لا يا روحي, لا يا بابا.. أريدك أن تكوني فخورة وأن ترفعي رأسك عاليا في كبد السماء, فأبوك مات واقفا, يحمل الشبشب في يده ويناضل.
سيأتي يوم نتخلص فيه من احتكار بف باف وريد, سينهض المخلّص من شرايين بيوت الفقر وينهي حالة الباكس رومانو مع أبناء الكلاب, سيخترع السلاح النهائي والفعال الذي سينهي مرحلة اللا حرب واللا سلم.. سيأتي يوم نشرب فيه من دماء الكلاب كما يشربون من دمنا يوميا

يفضح عرض كس أخت أحسن بعوضة بهالبلد
الوداع أيها العالم, لقد أحببتك
التوقيع: أحد المناضلين من أجل عالم بلا بعوض

الجمعة، 9 مايو 2008

عن الملل بصفته قيمة برجوازية، وخصوصا يوم الجمعة

إن المناضل البروليتاري، عزيزتي يعاد، يعتز بكونه شمعة.. وهو مثل الشيعي، يا روحي، الذي يحب أن يكون شجرة، ليس شجرة برقوق يتم قطف ثمارها بذوق وحنيّة مثلا، ولكن كشجرة جوز الهند التي يرميها جنبلاط وسعد الحريري بالحجر، فترميهم بالثمر (جوز الهند على وجه الخصوص) والتصريحات الوحدوية واللاطائفية.
تأسيسا على هذا الفهم الخاص في تحليل السيرورة الطبقية للتاريخ ولحركة صعود المجتمعات، فإنني وأمك نتناقش مليّا فيما يمكن فعله هذا اليوم.. الجمعة.. نحن نشعر بالملل،ونشعر بالذنب لأننا نشعر بالملل، فالملل شعور برجوازي، والشمعة لا تشعر بالملل، ونحن ثوريون، ونحن شمعة، والشمعة كما أسلفنا لا تشعر بالملل البرجوازي لأنها مشغولة بالشعور بآلام البروليتاريين على سطح كوكبنا المدحدل..

وكما أن الشمعة لا تشعر بالملل، فإن العصفور لا يشعر بالرثاء تجاه نفسه كما أوضح الشاعر الراحل دي إتش إل (يعني لورنس)

I never saw a wild thing

sorry for itself.

A small bird will drop frozen dead from a bough

without ever having felt sorry for itself.


أمك تريد التحدث معك، تفضليها

(ملاحظة: أنا بحب إمك)

يا يعاد.. إن أباك يتحدث عن الملل حيث قرر أن ما نشعر به كلانا في هذا اليوم الذي لا أستطيع وضعه في قالب (بين شمس وغائم وماطر) عفوا.. غائم جزئيا.. بينما أتحدث أنا معه عن شعوره بالملل مني وشتان بين الأمرين..
وإذ أحاول جاهدة فهم أحاسيسه المختلطة والمكبوتة عني يحاول هو الهروب إلى أو من خلال تعميم المعضلة
وسؤالي هو التالي: هل نحن "أقصد أنا وهو" في مرحلة "الصراع"، علما أنني لا أريد التخلي عن مرحلة "شهر العسل" .. ما يزعج في الموضوع أن أباك ذبّاح الأدياك يستنبط ويستنتج ويستولي على أفكار لا أعرف من أين يأتي بها ويقحمها في هذا الشيء الحاصل بيننا. وحينها يتحول إلى "مادة" من الصعب التعامل معها خشية أشياء كثيرة سأحدثك عنها فيما بعد

طبعا تشارف الورقة على الانتهاء لكنني متأكد أن الحالة رغم كونها حقيقية،فهي غير معزولة عن المحيط.. طاقة المكان لها علاقة. الناس متعبة.. الأرض متعبة.. الوجوه،، بعد "حفلة الاستقلال" ورفض "الاستقلال"، بعد مظاهرة صفورية.. وأيضا الوضع السياسي السائد.. الأخبار من لبنان.. انعدام الأخبار من غزة.. والملل.. المل بصفته مساحة للحديث مع النفس.. لمحاسبة. على مدار خمسة أيام من اللافعل والحقد، الاحباط الناتج ربما من دوراني المتتابع على مدار أيام خمسة منذ عطلتي في شوارع حيفا.. انتهت الورقة يا بابا.. ماذا أفعل؟؟

الخميس، 8 مايو 2008

الأحد، 4 مايو 2008

معركة التيئوريا : فجر مجيد لبناء عالم جديد

مساء الخير، عزيزتي يعاد.. زمان عنك يابا
وين يا داشرة؟؟

فإنني، وأمك، جالسان في مقهى الجاردن. وسط هافانا العاصمة، عائدان من سانتا كلارا (أو ما يطلق عليه بلغة السكان المحليين هنا "بات غاليم") والدنيا مدري شوب ومدري برد

مهجة قلبي، لقد ألّفنا، أمك وأنا، أغنية من العيار المتوسط ولحنّاها تمهيدا لعزفها على غيتارة ماما نشاز (الشهير بنشنش) ومطلعها

شوف.. شوف
إسمع مني وشوف.. بطبخلك ملفوف
ما بدي تحاكيني، ناولني الليمونة، واعمللي معروف
أعطيني القنينة، بس شيل الفلينة، بحشيلك خروف
يا حبي الملهوف، آه يا نور عيني
بكتبلك حروف، برغم الظروف

آه.. آههه، آه ه ه ه ه آآآآآآهــــاه
حيث تعبر الهاء الخامسة من السطر الأخير عن خمسون سنة من
معركة العاشور البطولية.

أي بنيتي
إن أمك الآن تتحدث باستخدام جهاز
الطزطاز الخليوي الخاص بها، وهي تطنشني، وبيني وبينك معها حق، فقد حازت منذ أيام على درع تقديري من دائرة السير بمدينة حيفا تعبيرا عن فرحة المدينة العارمة، ممثلة بعمدتها، وجبهتها الديمقراطية، وتجمعها الوطني الديمقراطي (هنا لا بد من استذكار تضحيات المناضل أسامة فقــــّاعة أحد أبرز قيادات العمل النسوي في المدينة).. باختصار يا بنتي فإن أمك قد حازت على بطولة التيؤوريا لفئة وزن الريشة، واستحقت على هذا الملحمي وهذا الانجاز المفصلي بوسة مقدمة مني شخصيا في درجات المنزل مقابل بيت الزوج الشاب من كفر كنا في الطابق الأول.. بالطبع لن ندخل في تفاصيل هذه العملية الأمنيّة المعقدة، ونترك كشف التفاصيل للتاريخ. فالثوري الحقيقي يعمل بصمت، ويهتف بصمت، لأن صوته مبحوح من أيام مظاهرات لجنة أور التاريخية.

إمك بدها توشوشك شغلة

بُق بُق عيني...
قبل قليل كنت في معهد الموسيقى حديث العهد، أتدرب على العزف على الجيتارة.. وبالأمس كنت في الدرس النظري.. تعلم الموسيقى نظريا كتعلم الجبر!!
أتمنى أن أبدع سريعا حتى يتسنى لي عزف أغنية "هابي بيرثدي تو يو" يوم عيد ميلادك.. حتى ذاك الوقت سأدرب أباك على الرقص الشرقي لنتمكن من أداء دورنا على أتم وجه. حيث أعزف وأغني وهو يرقص..

يا ضنايا.. أي يعاداه
إنني على أتم الأهبة العسكرية لاكتراء منديل حريري لربطه حول خصري المياس يا عمري، لكنني محتاس : فهل أشتريه منديلا أحمرا يتلعلط بلون البطيخة التي لا يضيرها قطعها بعد تقشيرها احتفاء بالأول المجيد من أيار المجيد؟؟؟
أم أشتريه بردقانيا بلون عصير البرتقال الطبيعي "
تبوزينا"

هل أشتريه باللون الأخضر البربوري؟؟ بالأصفر البيضاتي؟؟ بالبني الإسهالي؟؟ التحدي قائم والمسؤولية تاريخية وسوف لن يغفر لنا التاريخ أي تقصير أو تطويل في هذه المسألة، حيث ينبغي توخي الدقة في المعايير المطروحة انطلاقا من مقولة المرحوم نابليون بونابرت التاريخية: المنديل المناسب باللون المناسب على الوسط المناسب في عيد الميلاد المناسب للبنت المناسبة (يعني إنتي) في الوقت المناسب

لكن لا عليك يا بابايا فلسوف يحسم التاريخ هذه الخيارات كلها، فمدرسة التاريخ تعلمنا أن البقاء "للأصلع" كما يقول طيب الذكر آرنولد توينبي نقلا عن الخالد فينا داروين...

أنا أمك مرة أخرى
على فكرة ، أمس اشترينا مناشف للبيت الجديد الذي سيتم صنعك فيه، وستترعرعين فيه أيضا، وقبل كم يوم اشترينا أدوات المطبخ ومن بينها مطرقة للستيك، ستستعمل لأغراض أخرى فيما لو أذنب أبوك. اشترينا مناشف ملونة جميلة سنلفك فيها بعد الحمّام.

الشمس حارقة والأرجيلة تدوّخ وعصير الليمونعنع منعش لكنه بطعم ملح الليمون.


هفففف .. ف .. ف.. ففف.. (وكمان إف لعيون الشباب)
إن أمك لا يعجبها العجب ولا الصيام في أي من شهور السنة الغريغورية .. فماذا أفعل يا بعد تشبدي؟؟ هااه؟؟ أأطع هدومي؟؟
لقد أوصيت النادل العظيم سليم (الشهير بسليم) على ليموناضة مع فتات النعنع وأرجيلة، أما هذه الأم القصيرة خاصتك فقد قالت "بديش" وفيما بعد دخنت أرجيلتي وشربت ليموناضضي.. عفوا، ليمونادضي.. العمى.. ليموناتدي.. هاة؟ ليمونانتي.. ليس مهما
فقد شربت قدح المشروب الخاص بي وها هي الآن تقول أنه مليء بملح الليمون.. خذي إمك مستعجلة وبدها تفلّخ الغيتار على راسي..

أبوك هذا الذي طقعته "إيفحونا" بالأمس، أقصد تشخيصا نفساويا رجل مزاجي، متهور، متعصب، متفلق، متقوقع، متبرمج، ودائما يقرحني نعوتا هي في الحقيقة بعض من الاسقاطات..
لا تكسري قلبي عزيزتي مثلما يفعل أباك هذا الجميل بعينيه اللتان تلمعان تحت أشعة الشمس.. تذبحان عيناه، وأنا متأكدة أن عينيك ستكونان من أجمل ما خلق الله، لأنك رزقت بوالدين يملكان عيونا ذهبية من العيار الثقيل، هذا بشهادة كليهما الواحد للآخر.
في الواقع، هذا ما يفعله كلانا إذا ما جلسنا في أحد المقاهي ننظر الواحد للآخر. أنا أرى أمورا كثيرة يصعب وصفها وتشخيصها في عيونه..

لقد أدركنا الوقت يابابا، ديري بالك على حالك ولا بد من نصيحة أبوية أخيرة أسديها إليك فانتبهي :

إياك والوقوع في الخطيئة.. دائما استعملي الكوندوم

والدك المحب: افتراضي


الأحد، 6 أبريل 2008

الاثنين، 18 فبراير 2008

الأحد، 17 فبراير 2008

السبت، 9 فبراير 2008

المشروع النووي الفلسطيني- code name: tabbouleh




عزيزي العالم. أحبائي: البشرية بشقّيها: التعيسة والسعيدة.. أسعد الله أوقاتكم بكل الخير

أود إبلاغكم بأنني اليوم قد قمت بفرم النعنع والبقدونس بهدف صناعة تبولة, أما نشاز فقد تعهّدت بمشروع الأرز
وأيضا فرمت بندورة (يعني قوطة) وخيار (يعني خيار) وقليلا من البقدونس (يعني المقدونس) وشكرا

تفضلوا تحدثوا مع الزميلة نشاز, فهي قد ترغب بالتحدث معكم, أما أنا فعيفان السلطة


أعزائي الطلبة
بعد أكل التبولة تعهد السيد افتراضي بصنع الشاي مع النعناع .. وتركني هنا معكم وحدي .. وحدي أنا ساكن لوحدي

أما بعد فلقد شعرت في اليومين الفائتين بالكثير من الحزن والأسى ولقد بكيت كثيرا جدا ولقد كان افتراضي هنا من أجل مواساتي .. وشعرت أنه يكفيني في الدنيا أنه بقربي
وأنني احبه أكثر من التبولة والشاي بالنعناع
في الواقع إنه شاي بالأعشاب ... ميرمية .. نعنع... زعتر ..وماءٌ كثير
بعض السكر حسب الرغبه

الكمية تكفي شخصان
أصلي زي الفريك مبحبش شريك

لقد زاد وزني الشيء الكثير .. وأخشى ما أخشاه أن لا يدخل قامتي الفستان الاسود الذي اشتريته لزواج اختي
نعم أنا سخيفة وهذا ما يهمني الآن من بين قضايا الوطن العربي الدائر كالعاهره من المحيط الى الخيج وبالعكس ( يعني من الخليج الى المحيط)!! وأترككم هنا مع افتراضي بيك


أولادي حبايب قلبي
أنا واحد محكوم, و لا أقوى على إغضاب الزميلة نشاز فالرسول الكريم وصانا على سابع جار, و أيضا أوصانا على القوارير, والمرحوم كان شديد العطف على النساء. فاسمحوا لي أن أذهب لكي أسمع كلامها وأكون ولدا شاطرا
مع تحيات: ماما افتراضي