الأحد، 2 يونيو 2013

لقد رأيت يعاد.. عشرين عاما من يعاد، دفعة واحدة




أخيرا جاءت يعاد.. صار عمرها اليوم تسعة شهور، ويومان..
غسّان، أخاها، الذي يكبرها بسنتين وبضعة أشهر، تعلم الكلام، ويعلمنا الدهشة، ونخاف عليه، وهو يخاف على يعاد أن تقع عن الكنبة.
حتى تمكنّا من إنجاب الأخ، والآنسة، غرقنا في الحياة اليومية.. في التفاصيل التي لا تفرق.. تعلمنا النوم منذ التاسعة.. أنا شخصيا بعت مؤخرتي لرب عمل حتى شاب منّي الرأس.
::
"هل تغيّرنا كثيرا"؟
تغيرنا.. ذبنا ربما.. لكن هنالك جذوة تطلع في العروق بين الحين والآخر..  جذوة تشتعل عندما أرى غسان يلاحق شرطيا إسرائيليا بالشتيمة... وعندما أراه يتسمّر أمام التلفاز حين يمرق علم فلسطين خاطف.. وحينما يرى هو علم إسرائيل، فيصرخ بأعلى صوته : "يع يع .. علم إسرائيل ، بابا.. أنا من فلسطين، بابا"... يقول هذا وسط شارع، مجمّع تجاري، متجر، مطعم.. امتعاض يمطّ الشارع من أوله إلى آخره، وسط صراخ الولد العربي الوقح.. الولد الذي يفجّر قنبلته ويتركني ألملم شظاياها وعلى طرف شفتي ابتسامة خفيّة
"لم أمت تماما"
::

أريد منذ الآن، أن أتعرف إلى صاحب يعاد الأول.. وأريد منذ الآن أن أراها تصبغ أظافرها بالطلاء ، وتصرخ في وجه والدها الرجعي..

تصبحون على خير

"عمّو الإفتراضي"